بدايةً نتقدم بالتهاني الحارّة للشعب المصري على وقفته الرائعة ومثابرته في النضال لإنهاء حكم الطاغية مبارك.. ونشد من أيدي المناضلين الأشاوس من قوى الشعب المصري التي لقنت قوات الأمن وزبانيته درساً في الرجولة والشجاعة وهزمته في معارك ميدان التحرير والمباني القريبة. وبذلك وعبر دماء الشهداء الأبرار استطاعت الجماهير هز وإرباك النظام وحلفائه مما أجبر رمز النظام للتنحي.
ومنذ اليوم وعلى أساس الاتفاق بين قيادة الجيش المصري وأصدقاء النظام في أمريكا تبدأ عملية الحوار بين أركان النظام والأحزاب السياسية وممثلي حركة الشعب، ومن الصعب التكهن بما قد ينتجه هذا الحوار الوشيك، فالمواقف متباينة وربما على طرفي نقيض لا شك أنّ المجلس الأعلى للقوات المسلحة كان ولا يزال عظم ظهر النظام المصري وحامي ذلك النظام.. وسيتعاون وبحد المساندة من القوى الطبقية التي ترى أهمية التغيير في شكل وليس جوهر النظام. هذه القوى تضم فيما تضم قيادة الحزب الوطني الديمقراطي، وجماعة الإسلام السياسي، والأحزاب البرجوازية. هذه القوى تسعى لورثة النظام. وفي الجانب الآخر تقف الجماهير الشعبية والفئات التي حملت عبء النضال في السنوات الماضية وضربت المثل في الشجاعة والتفاني من أجل قضية الديمقراطية واحتلت ميدان التحرير منذ اليوم الأول في 25 يناير. ولا زالت هذه الجماهير وشبابها تنادي باستمرار الثورة حتى النهاية لصياغة دستور جديد يلبي تطلعات الشعب في استعادة كافة الحقوق السياسية والاجتماعية والاقتصادية. وتقيم الدولة المدنية وتضع المبادئ الأساسية لسياسة خارجية جديدة تعيد مصر لكيما تلعب دورها كاملاً في الدفاع عن سيادة البلدان العربية وحق شعوبنا في الديمقراطية ولإحاطة الشعب الفلسطيني بالحماية المطلوبة وهو يواجه يومياً الحرب الإٍسرائيلية ومن أجل حقوقه المشروعة بما فيها إقامة دولته وعاصمتها القدس الشرقية.
مساهمة مصر شعباً ودولة في معارك حركة التحرر الوطني العربية ستفتح الطريق لتطور جذري يمتد من الخليج إلى المحيط.
ومرة أخرى تحية لشعب مصر العظيم. تحية للشباب الملتزم بأهداف شعبه وتحية للقوى الديمقراطية والحزب الشقيق الحزب الشيوعي المصري.
الحزب الشيوعي: رياح الثورة المصرية فتحت الباب لتغيرات عميقة في الوطن العربي
الخرطوم: الميدان
قال الحزب الشيوعي أنّ رياح الثورة المصرية العطرة تفتح الباب لتغيرات سياسية واجتماعية عميقة وواسعة النطاق في الوطن العربي. وبيَّن المهندس يوسف حسين الناطق باسم الحزب أنّ هذا الباب سيفضي بمدى اتساعه لنهوض جديد في حركة التحرر الوطني العربية بعد نكسات هبوط وانحسار طويل المدى.
وأوضح في تصريح لـ(الميدان) أنّ هذا النهوض الجديد لا يرتبط بالأحلام أو التطلعات وإنما على وجه التحديد بتغيير الأنظمة الاستبدادية الفاسدة التي اعتقلت وكبلت قدرات الشعوب.
وأشار إلى أنّ الثورة المصرية وجدت السند العالمي غير المسبوق في قارات العالم الخمس وتضامنت معها أبناء وبنات مصر في المهاجر الكثيرة. وقال أنها لثورة شعبية حقيقية نحني هاماتنا إجلالاً وإكباراً لها لدماء شهدائها الأبرار.
وأوضح أنه وبالرغم من غلبة عنصر الشباب في تركيبة الثوار العمرية إلا أنّ ذلك لا ينفي الطابع الشعبي لها، وامتدح صمود الشعب وجسارته في وجه التآمر الذي لاقته الجماهير من النظام.
وأشار إلى أنّ الشعب أدرك أن بعض منجزات عبد الناصر لم تذهب مع الريح وإنما ساعد على تصفيتها وضربها الطابع الفوقي الذي تمت به.
تحية إلى ثورة الشعب المصري…سقط الديكتاتور وانتصر الشعب والثورة مستمرة
الحزب الشيوعي المصري يهنئ الشعب المصري العظيم بانتصاره التاريخي على الديكتاتورية والاستبداد والفساد، لقد أنجزت الثورة أولى مطالبها وأهمها وهو إسقاط الديكتاتور وحاشيته وهذا الانتصار التاريخي هو انتصار للشعوب العربية ولشعوب العالم المتطلعة إلى الحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية.
نوجه تحية إكبار إلى مئات الشهداء والآف الجرحى الذين مهدوا بدمائهم الذكية وتضحياتهم العظيمة الطريق إلى انتصار الثورة.
كما نوجه التحية إلى الأحزاب والقوى التي ساندت الشعب المصري في العالم العربي وفى كافة أقطار الدنيا ونحن نعد بالاستمرار في الثورة حتى تتحقق مطالب الشعب فى انتزاع حقوقه الديمقراطية والاجتماعية والوطنية.
لقد واجهت الثورة في الأسابيع الثلاثة المجيدة أياماً عصيبة ومؤامرات كبيرة دبرها ذيول النظام وقوى الثورة المضادة والمستنفدين منه واستطاعت إجهاض كل هذه المؤامرات نتيجة صمود وبسالة شعبنا المصري العظيم الذي كشفت هذه الثورة عن مخزونه الحضاري وتراثه العريق . مصر تفتح صفحة جديدة سطرها شعبها بدمائه وتضحيات أبنائه لانتزاع حقوقه وتحقيق مطالبة العادلة فى العيش الكريم فى وطن حر.
عاشت ثورة الشعب المصري.. الحزب الشيوعي المصري11فبراير 2010
التعليق السياسي
ويستمر الشعب المصري في ثورته ويحرز الانتصار تلو الانتصار.. في مسيرته كشف الشعب البطل عن مواطن ضعف النظام الدكتاتوري.. وهزم عنف الدولة البوليسية الوحشي عبر الحشود الجماهيرية التي هزت النظام وأخافت أجهزة أمنه وفرضت عليهم القرار أمام إصرار الجماهير.. ورغم محاولات النظام وعملائه لتجفيف الشارع والدعوة إلى الهدوء وعودة الحياة الطبيعية.. إلا أنّ الجماهير وشباب مصر التقدمي أصرّ على متابعة نضالهم حتى تنحى الدكتاتور وهرب بجلده وسلم السلطة للمجلس الأعلى للقوات المسلحة.
إنّ ملاحم النضال والانتصارات التي حققها الشعب المصري ستسجل بأحرف من نور في سجل نضالات الشعوب ضد الدكتاتوريات وبناء البديل الديمقراطي، وستكون ثورة يناير المصرية مصدر إلهام لشعوب المنطقة وبلدان العالم الثالث التي ترزح تحت حكم اللصوص والخونة وعملاء الإمبريالية. ومهما طال الزمن فلكل ديكتاتور نهاية ولكل حكم فاسد ومعادي للشعب.
وشعبنا في السودان الذي اكتوى بنار الإنقاذ لفترة 21 سنة وما زال على درب النضال من أجل انتزاع حقوق الديمقراطية وحل مشاكل الأقليات خاصة دارفور والشرق والاعتراف بحقوقهم كاملة في الثروة، والسلطة، وإلغاء الزيادة في أسعار المواد الأساسية، وإقامة علاقات السلام، والتعاون، والتضامن مع نظام الحكم الجديد في الجنوب.. وتؤكد تجربتنا في أكتوبر وأبريل أنه لا بديل للنضال الجماهيري الصبور والدؤوب وبناء أدوات النضال المجربة في تنظيم القطاعات المختلفة من طلاب وشباب وعمال وزراع ونساء ومهنيين في جبهة عريضة من أجل السلام والديمقراطية تهدف للتكامل مع بقية قوى تحالف الأحزاب وتصب في المجرى العام لنضال شعبنا لإجبار نظام الإنقاذ للاستماع لصوت العقل والاستجابة لمطالب الجماهير.
وكما أثبتت تجربة مصر ومن قبلها تونس فإنّ حقوق الشعوب لا تمنح بل تنتزع، وما يجري هذه الأيام في اليمن والجزائر والأردن ليؤكد على استعداد الجماهير للسير في نفس الطريق. ويبدو أنّ شعوبنا على موعد مع التغيير الجذري الديمقراطي والاجتماعي رضيت الأنظمة أم أبت. ومتى ما توحدت حركة الشعب وأفرزت قيادتها وبدأت نضالها مقتنعة بأنها لا يمكنها أن تعيش في ظل النظام الحاكم فلا محالة أنها واصلة طالما ظل رحم الشعوب يدفع بأجيال تبنى على ركائز من سبقها وتراكم الخبرات التي في بلوغ ذروتها تكون الثورة والتغيير.
ولا تنمو الحبة إن لم تأكلها الأرض..لذلك تفدي بعض الأجيال البعض